
يشرفني أن أقدم تجربتي الشخصية في تدريب أطفالي على مهارات التعليق الصوتي ليستفيد منها الجميع ولتكون حافزًا لكم على استكشاف مهارات أطفالكم ومواهبهم.
سأقدم تجربتي على جزئين، الجزء الأول سأتحدث فيه عن الحادثة التي أدخلتني في مجال تدريب أطفالي على مثل هذا النوع من الفنون، وكيف أتعرف إن كان طفلي قادرًا على العمل في مجال التعليق الصوتي، وما هي المجالات المناسبة للأطفال في هذه المجال.
وسأكمل لكم في الجزء الثاني تجربتي بإيجاز من خلال استعراض أهم المشاكل التي قد تواجهك كمدرب لطفلك في مجال التعليق الصوتي، مع تقديم النصيحة أو طريقة التعامل مع كل مشكلة، وهنا ننبه أنك إن لم تكن محترفًا في مجال التعليق الصوتي، يفترض بك أن تستعين بمدربين محترفين لإتمام هذه المهمة.
كيف تولدت الفكرة
من المؤكد أن مهنة التعليق الصوتي لا تقتصر على الأشخاص البالغين فقط، فللأطفال حصة كبيرة في هذا المجال، ونحن نرى ذلك جلياً جداً في حياتنا اليومية، فأفلام الكرتون والرسوم المتحركة وبعض برامج الأطفال تحتوي على العديد من الشخصيات والأصوات المختلفة، إلا أن نسبة كبيرة من هذه الشخصيات يقوم بأدائها أشخاص كبار، لأنهم ربما يملكون صوتاً رقيقاً أو قدرة على تقليد أصوات الأطفال، أو حتى لأنهم يستخدمون برامج تحرير الملفات الصوتية التي يسجلها البالغون، لتحويلها إلى أصوات تشبه أصوات الأطفال!!
نعم، هذا ما حدث معي في أحد المشاريع التي عملت عليها منذ فترة، كان تطبيقاً للأطفال لتعليمهم الأدعية اليومية، قمت بتسجيله بصوتي الحقيقي، وفوجئت عندما أخبروني بأنهم قد حوّلوا صوتي إلى صوت طفلة
ولا أخفي عليكم بأن الفكرة قد أعجبتني ولا أعارضها أبداً، مع أن الصوت لا يبدو طبيعياً تماماً، لهذا كنت أستغرب أحياناً من بعض المواد الصوتية التي تحتوي على أصوات أطفال لغتهم قوية ويتحدثون كالكبار، والآن قد عرفت السبب.
لماذا لا ندرب الأطفال على الأداء الصوتي للعمل على مشاريع كهذه، فمن الممكن أن نجد أطفالًا بهذه الموهبة، بدلاً من خداع المستمعين وإيهامهم بأن هذا صوت طفلٍ مثلهم، وبطبيعة الحال يفضل الأطفال أحياناً أن يستمعوا لصوت أطفال آخرين في التطبيقات والألعاب أو في المواد التعليمية المسموعة، ورغم أنه من الأسهل على من يعمل في هذه المشاريع أن يجعل شخصاً بالغاً يسجلها ليتم تحويلها إلى صوتٍ طفولي فيما بعد، من أن يقضي الساعات الطوال في تلقين طفلٍ صغيرٍ كل جملة وكل كلمة يريده أن يقولها في جلسة التسجيل.
ناهيك عن جعله يتكلم بنبرة معينة وبشعور معين، وهذا يضجر الأطفال أحياناً، إلا أنه من باب أولى أن يؤدي هذه الأعمال طفلٌ بصوته الحقيقي والعفوي، وبمشاعره كطفل لتصل الرسالة إلى المستمع بصورة عفوية وطبيعية وما إلى ذلك، وفكرت، لم لا أجعل أولادي يسجلون بعض المقاطع أو العينات لأرى مدى تفاعلهم مع الموضوع، وهم يستمعون إلي دوماً أثناء العمل على وظائفي اليومية، ويتمنون الإمساك بالمايكروفون واستخدامه، وأحياناً يكرر الصغار منهم بعض الجمل التي أكررها كثيراً أثناء التسجيل، وأحياناً يحاول أصغرهم أن يجد المايكروفون وأجده يتحدث أو يغني وحده معتقداً بأنه يسجل صوته.
كيف أعرف ما إذا كان طفلي قادراً على العمل في مجال التعليق الصوتي؟
في الغالب يميل بعض الأطفال إلى تقليد الشخصيات الكرتونية في أسلوب كلامهم أو في نبرة أصواتهم، وهذه قد تعتبر إشارة قوية بأن الطفل قادر على التعليق الصوتي، وعليك أن تسارع في تدريبه أو تجريب أدائه في وقت مبكر إن كان الأمر يهمك، لأن الأطفال يكبرون بسرعة، وبالتالي تتغير أصواتهم كذلك بسرعة، وخصوصاً الصبيان، وإن لم تكن تملك المهارات اللازمة لتدريبه أو اكتشاف موهبته في التعليق الصوتي، يمكنك الاستفادة من خبرات مهندسي الصوت في استوديو قريب منك، أو في محطة الراديو، ليعمل معه ويعلّمه أو يصحح أخطاءه، ويمكنك أن تعرض عينات من صوته على بعض الأصدقاء أو في أماكن مختلفة على شبكة الإنترنت في المواقع المتخصصة في التعليق الصوتي، مثل سونديلز للحصول على آراء تدعم رأيك، أو ربما تعارضه، فربما ينتبهون لبعض النقاط التي لم تنتبه لها أنت، والتي يمكن معالجتها وتحسينها من طرفك.
وفي بعض الأحيان فإن عدم تقليده للشخصيات الكرتونية وغيرها، لا يعني بأنه غير مؤهل لخوض تجربة التعليق الصوتي، لكنه يقرأ بصورة سليمة وبأحرف صحيحة، ولديه أسلوب تعبيري جميل في القراءة والإلقاء، وعليك فقط أن تسجل له بعض العينات وترسلها للمعنيين فقد يعجبهم أداؤه، وقد ينال فرصته في هذا المجال.
ما المجالات التي يمكن للأطفال العمل فيها في عالم التعليق الصوتي؟
المجالات عديدة ولا حصر لها عندما يتعلق الأمر بالتعليق الصوتي، وهي مرتبطة بشكل أكبر بالأطفال، وفي جذب اهتمام الأطفال الآخرين لأمر ما في مختلف المجالات، فكما يمكن للكبار العمل في التعليق الصوتي في الأفلام الوثائقية والمواد التعليمية والإعلانات، والدبلجة، وأفلام الكرتون والفيديوهات التعليمية، والقصص المسموعة والكتب السمعية وغيرها من المجالات؛ فكذلك إن لدى الأطفال الفرصة في خوض كل هذه المجالات في مهنة التعليق الصوتي، إلا أنها تميل لأن تكون موجهة أكثر للأطفال.
من الجميل جداً أن نرى في المستقبل القريب أفكاراً متطورة، في وسائل التعليم المرئي والمسموع للأطفال، بحيث يقوم بأدائها أطفال مثلهم، وكذلك فإن الممثلين من الأطفال عليهم أن يتمتعوا بصفات محترف التعليق الصوتي الصغير، حيث أن أداءهم يحتاج لنوع من الإلقاء التعبيري أو التمثيل الصوتي أيضاً إلى جانب التمثيل المسرحي.
وفي ختام الجزء الأول، أوصي بأن يتجه الآباء للبدء في الاستكشاف المبكّر لمهارات ومواهب أطفالهم في مجال الصوت بمجرد بدء نطقهم للكلمات والجمل، مع تأكيدي الشديد على ضرورة عدم مخاطبة الأطفال بلغتهم ومفرداتهم بل باللغة العربية الصحيحة، حتى يترسخ النطق الصحيح في أذهانهم ولو لم يصل نضجهم بعد إلى نطقها بالشكل المطلوب.
الجزء الثاني
تزامن بدء تدريبي لأطفالي على بعض مهارات التعليق البسيط مع دعوة للمشاركة في مشروع يقتضي تعليقا صوتيا لأمٍّ وبنتٍ وصبيّ، فسألت ابني (10 سنوات) وابنتي (7 سنوات) عن رأيهما في أن نجرب قراءة النص معا؟ والذي كان كلمات منفردة لتعليم العربية للأطفال، فرحّبا بالفكرة بشدة وبدأنا التسجيل، لكنني واجهت بعض المشكلات معهما فاستمر العمل على المشروع ثلاثة إلى خمسة أيام، فقد كانت التجربة الأولى لهم، والتي اعتقدت أنا، وهم، بأنها ستكون سهلة وستنتهي في دقائق، وأنه عليهم فقط أن يكرروا ما أقوله.
من تلك المشكلات كان ما يلي
أولاً: حذف بعض الحروف أثناء الكلام
عند التدقيق في طريقة تكلم الأطفال، غالباً نرى أنهم لا يلفظون كل الحروف بشكل واضح، وهذا ليس ناتجاً عن عدم قدرتهم على ذلك، لكنه من التعود على الحديث بعفوية وسرعة لمجرد إيصال الرسالة التي يودون إيصالها للمستمع، بغض النظر عن وجوب لفظ كل حرف في الكلمة بشكل كامل وصحيح أم لا، ومع التمرن على هذه النقطة صار ابني ينتبه بنفسه إلى هذا الأمر ويكرر الجملة التي أخطأ فيها دون أن أطلب منه ذلك، وابنتي تنتبه أحياناً لكن ليس كل مرة، وهذا بحاجة للتمرين المستمر حتى خارج جلسة التسجيل، كما يجب الانتباه إلى مخارج الحروف السليمة لدى الأطفال، كالـ ق، ك، ج، ذ، ظ، ليتعلموا لفظها بالطريقة العربية الصحيحة دون تأثير اللهجة العامية عليها.
ثانياً: نبرة الصوت وقفلة الجملة في الأسئلة وفي الجمل الخبرية
نعلم بأن نبرة الصوت في السؤال يجب أن تكون نبرة استفهامية، كما أن قفلة كل جملة تختلف حسب مضمونها، فالجملة الخبرية تختلف عن الجملة التي تعبر عن الاندهاش وكذلك عن الإجابة على السؤال، والأسئلة أيضاً تختلف فيها نبرة الصوت، فالأسئلة الاستفهامية تختلف عن أسئلة (نعم أو لا)، والجمل التعبيرية أيضاً لها نمطٌ آخر في طريقة إلقائها.
في معظم الأحيان يكون النص عبارة عن حوار بين شخصين، فيجب أن تكون القراءة تعبيرية وليست مجرد سرد لنص مكتوب أمامه، لذلك كنت أشرح له كيف نريد أن تكون هذه الجمل قبل بدء التسجيل وما هو الموقف الموجود لدينا، إن كان موقفاً حزيناً أو سعيداً أو مندهشاً أو تمثيلياً أو تعليمياً، أو كان غير ذلك، لتتم عملية التسجيل بسلاسة ودون مقاطعة قدر الإمكان، ومع ذلك كنت أعيد بعض النقاط أثناء التسجيل.
ثالثاً: عدم القدرة على حفظ الجمل الطويلة بسرعة
من المهم أن تتم قراءة النص عدة مرات قبل التسجيل، ومع ذلك ولأن معظم الأطفال تحت سن السابعة أو الثامنة لا يستطيعون القراءة بسرعة، أو بسرعة طبيعية كما يحتاج النص، لذلك كنت أقرأ لابنتي كل جملة بالنبرة المطلوبة فتكرر هي من بعدي، وفي بعض الأحيان قد تكون الجملة طويلة لدرجة أنها تنسى الجزء الأول منها بعد أن أنتهي أنا من قراءتها، فما أقوم به هنا هو أنني أقرأ لها جزءاً من الجملة بالنرة المطلوبة حتى أصل لكلمة فيها حرف التاء أو الكاف، ثم تعيد هي من بعدي، ثم أكمل الجملة “بالنبرة المطلوبة لهذا الجزء من الجملة”.
لكنني أبدأ من الكلمة السابقة للكلمة التي تحتوي على التاء أو الكاف، بشرط أن تكون النبرة متطابقة في كلتا المرتين، وتعيد هي من بعدي، ثم ننتقل للجملة التي تليها، ويكمن السر هنا في أنني عند العمل في مونتاج الملف الصوتي بعد انتهاء التسجيل، أصل جزئي الجملة معا من مكان حرف التاء أو الكاف، فتبدو الجملة وكأنها قيلت مرة واحدة، لا تخبروا أحداً بهذا، فهو سرٌّ بيننا فقط.
رابعاً: كثرة الحركة وإصدار الضوضاء والأصوات المزعجة
هذه النقطة كانت مزعجة جداً بالنسبة لي، وكنا نضطر لتكرار العديد من الجمل السليمة في البداية، فالأطفال بطبيعة الحال لا يستطيعون الثبات في جلستهم لفترة طويلة، مما يجعلهم يتحركون باستمرار ويصدرون أصواتاً بأفواههم أو يحركون أيديهم على سطح المكتب أو المقعد، أو يلمسون أغراض المكتب فتصدر صوتاً وهكذا، ولأن المايكروفون حساس جداً لهذه الأصوات فهو يسجلها فتختلط بالكلام، مما يتلف المادة الصوتية.
كنت قبل الجلسة أنبههما لهذه النقطة جيداً وأفهمهما بأن هذه الأصوات ستسجل وسنضطر للإعادة، بالإضافة إلى محاولتي إبعاد كل ما يمكن أن يتسبب في الإزعاج عن مكان التسجيل، ومع الوقت صارا ينتبهان أكثر لهذا الأمر، ويحاولان الحفاظ على الهدوء قدر الإمكان أثناء جلسة التسجيل.
خامساً: المسافة بين الطفل والمايكروفون
بداية، يجب أن تكون جلسة الطفل مريحة والمايكروفون على بعد مناسب من فمه يقدّر بـ 30-40 سم أعتقد بأنه بعدٌ مناسب لمنع نفث الهواء في المايكروفون أثناء الكلام، وكذلك للحفاظ على مستوى معين من شدة الصوت، ومن المهم أيضاً أن يكون المايك ثابتاً على الطاولة، وليس محمولاً بيد الطفل أو من يعمل معه، ويفضل أن يعلم الطفل أن عليه عدم لمس المايكروفون لأنه سيصدر أصواتاً مزعجة وسوف يتم تسجيلها ولن نتمكن من إزالتها، وحينها سنضطر إلى إعادة التسجيل.
سادساً: الملل من الجلسات الطويلة
بعض الأطفال يشعرون بالملل بسرعة، أو يملون من الجلسات الطويلة أثناء العمل، لذلك يفضل في البداية أن تكون الجلسات قصيرة إلى حد ما، أقل من نصف ساعة، حتى يعتاد الطفل على الأمر، وحتى لا تتغير نبرة صوت الطفل من بداية التسجيل إلى نهايته، سيبدو صوته متعباً في النهاية وسيظهر ذلك واضحا في التسجيل، ومن الجيد جداً مكافأة الطفل بعد كل جلسة والثناء عليه وعلى المجهود الذي قام به، حتى يتحمس للقيام بالمزيد من الجلسات مستقبلاً، كما أن من المهم أن يسمع الطفل النسخة النهائية من الملف الصوتي الذي عمل عليه، وللملف الأصلي الذي يحتوي على أخطاء لنقارن بينهما فينتبه للفرق ليحسن من أدائه في المرات القادمة.
سابعاً: عند التعديل على مقطع معين بعد الانتهاء من التسجيل
أحياناً يطلب العميل تعديل مقطعٍ معين من التسجيل، لكن باقي الملف يعجبه ولا يريد تغييره، في هذه الحالة يجب أن تدع الطفل يستمع للمقطع الأصلي عدة مرات ليحاول تقليد نبرته أو شدة صوته قبل التسجيل، حتى لا يختلف هذا المقطع الجديد عن بقية الملف الصوتي الأصلي، وإلا فإن المقطع الجديد سيبدو ظاهراً وواضحاً بأنه قد تمت إضافته للمقطع الأصلي، وأن الصوت فيه مختلف عن بقية المقاطع، ومن الجيد أيضا في هذه الحالة أن يكرر المقطع عدة مرات لتختار من بينها المقطع الأقرب إلى الملف الأصلي.
ثامناً: التسجيل بالسرعة المطلوبة:
في كثير من الأحيان يكون التعليق الصوتي بهدف إضافته فيما بعد إلى فيديو معين، أحياناً يكون الفيديو جاهزاً والنص مكتوباً وعلينا تسجيل النص بتوقيت مناسب لتوقيت الفيديو، وفي معظم الأحيان تكون الجمل أطول من أن يكفيها وقت الفيديو، على الطفل أن يكون قادراً على التعليق بسرعة إن اقتضى الأمر، بحروف صحيحة وكلمات كاملة وواضحة، فإن لم يتمكن من ذلك فيجب تعديل النص، لذلك، من المهم جداً الحديث مع العميل في هذه التفاصيل أثناء الاتفاق على المشروع، فهذا أمر مرهق للطفل، ولن تكون النتيجة جيدة إلا إن كان الطفل يتحدث بأريحية، وعلى كل حال، يفضل تسجيل النص قبل تصميم الفيديو في كثير من الأحيان، ويبقى تعديل النص أسهل من تعديل الفيديو فيما بعد، فيمكننا مثلاً أن نختصر النص قليلاً مع الاتفاق مع العميل بالطبع لتتسع الجمل لتوقيت الفيديو إن كان جاهزاً.
تاسعاً: تأثير اللهجة في لفظ بعض الحروف العربية.
في أيامنا هذه نرى أن الكثير من برامج الكرتون تحتوي على تعليق صوتي باللهجات المحلية، وهو برأيي أمرٌ مؤسف، لأنه لا يزود الأطفال باللغة العربية الصحيحة، ومع أنها تهدف في بعض الأحيان إلى توطيد تعلق الأطفال بلهجاتهم الأصلية، إلى أنها من أكثر ما يتابعه الأطفال، كما أن الكثير من الأهل يركزون على تعليم أطفالهم اللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية على حساب اللغة العربية الفصحى، وكل هذا يسبب ضعفاً لدى الأطفال في التعبير عن أفكارهم بلغة عربية صحيحة، بقواعد نحوية صحيحة، كما أنه يغير لفظ الكثير من الحروف التي تميز لغتنا كالقاف والضاد وحتى العين والحاء، وقد قرأت بأن تعلم الطفل لقراءة القرآن بتجويد تساعد في حل هذه المشكلات إلى حد كبير لدى الأطفال.
وأخيراً، حاول أن تفسح المجال لطفلك ليختار ما يحب أن يقوم به، ولا تحاول أبداً إرغامه على احتراف التعليق الصوتي ما لم يرغب هو بذلك لمجرد أنك تريده أن يكون محترفاً في هذا المجال، أولادي الكبار مثلاً لم يوافقوا على أي عرض في هذا المجال، فأحياناً ترسل إلي أعمالٌ تستدعي صوت فتى مراهق أو شاب صغير، وأسألهم ولا يوافقون، أما الصغار فقد رحبوا بالفكرة منذ البداية، وحتى قبل أن أعرضها عليهم، عدا عن أنهم يطالبون بحصتهم من الأرباح من وقتٍ لآخر.
علمهم من وقت لآخر كيف يبدو الملف الصوتي على برامج التحرير، وكيف تعدل عليه وتأكد من أن يستمعوا للنتيجة النهائية قبل التسليم، واطلب رأيهم في أعمالك، فربما كانت لديهم إضافة أو رغبة في تغيير شيء ما قد يفيدك، واعمل دوماً على إطلاعهم على ما تقرأه أو تجده حول مهنة التعليق الصوتي من أجهزة تسجيل حديثة وما إلى ذلك، ولا مانع من أن يحتفظ بجهاز خاص به يجرب فيه أداءه باستخدام حاسوبه في أوقات الفراغ، فهذا مفيد جداً ويكسبه خبرة في هذا المجال.
كذلك يجب أن لا يسعى الطفل لنيل شهرة ما من وراء التعليق الصوتي إذا شعرت بأنه غير مستعد لذلك، فهذا برأيي ليس أمراً جيداً، فلا داعي للتباهي بذلك كلما اجتمعتم بالآخرين، وربما كنت ترى هذا مناسبًا. لكن دعه يعيش طفولته بعفوية ليقرر فيما بعد ما ينوي أن يفعل بموهبته، والتي ربما تكون مجرد هواية يمارسها ويستفيد منها من وقت لآخر، إلى جانب مهنة أخرى يحلم باحترافها عندما يكبر.
أتمنى أن أكون قد وفقت في عرض تجربتي عليكم، وإن كانت هناك أي ملاحظات أو استفسارات سأجيب عليها بكل سرور في التعليقات، أشكر لكم طيب المتابعة، ودمتم بخير.
“”قمت بكتابة هذه المقالة لصالح موقع سونديلز”
كانت معكِ
شرح ممتاز
تسلم ايدك
LikeLike