بدايتي مع العمل الحر

…السلام عليكم عزيزتي المثابرة

بما أنك وصلت إلى هذه الصفحة، فأنت بالتأكيد مهتمة بموضوع العمل على الإنترنت، وتريدين معرفة كيفية ذلك، و المجالات التي يمكن أن تندرج تحت مسمى العمل الحر. أنت عزيزتي قد وصلت إلى المكان الصحيح، سأشرح في كل أسبوع موقعاً من عشرات المواقع التي جربتها فعلاً، وعملت فيها وعرفت ما يجب أن تعرفيه عنها للبدء بالعمل والحصول على المال مقابل ذلك


في عام 2013 أنجبت طفلي السادس، وبالطبع قررت بأنه الأخير، وأنني سأبدأ بعده بالبحث عن نفسي والتعرف على إمكانياتي، وما يمكنني فعله والاستفادة مما أفعله في نفس الوقت أثناء تواجدي، الذي بدا لا نهائياً، في البيت. وكنت كلما تصفحت الإنترنت أمرّ على بعض الإعلانات التي تدعو للعمل من المنزل وكسب المال والأرباح وهكذا، ولم أكن أصدق أياً منها في السابق، وربما كان بعضها كاذباً بالفعل

قررت بأنني يجب أن أعمل، يجب أن أبحث وأدرس ما يمكنني فعله عندما يكبر طفلي، بدأت وكان عمره عدة أشهر، وحتى يكبر سأكون قد عرفت الكثير، أريد وظيفة أشغل بها وقتي وأستفيد منها وأجني المال مقابلها، لكنني لا أريد مغادرة المنزل، لأن لدي أطفالاً، ولم أفكر في حياتي، ولم أحبّذ يوماً تركهم في حضانة مهما كان، ولم أتخيل أن أفعل ذلك في أي وقت

ولأنني جربت من قبل الوظيفة الثابتة عندما عملت لسنة كمعلمة في مدرسة ابتدائية، ومع أنني كنت سعيدة جداً بها ومستمتعة بكل لحظة أثناء الدوام، إلا أنني لا أحب الدوام المحدّد، لا أحب الخروج باكراً كل صباح، كما أن أعمال المنزل تتراكم إذا خرجت لبعض الوقت من البيت، فهي تتراكم حتى أثناء تواجدي في البيت، فكيف إذا خرجت

 ففكرت… أريد أن أعمل عن بعد، مثلا في التدقيق اللغوي، هذه وظيفة خفيفة وأنا أجيدها، فلأبحث عن موقع أو ما شابه يعرض الخدمات المختلفة أو يعلن عن وظائف شاغرة، مثلاً…  وسأعرض فيما بعد خدمات الترجمة، ترى أين أبحث؟ يمكنني كتابة “وظائف شاغرة” مطلوب مدقق لغوي” أو “تدقيق لغوي” أو أي عبارة لها علاقة بالوظيفة أو مهارة التدقيق اللغوي، وبالفعل وجدت وقتها موقع السوق المفتوح، وفيه قسم للوظائف لم أنتبه له من قبل فنشرت فيه، وبعدها بشهرٍ أو اثنين أرسلت لي فتاة رسالة، وكانت بحاجة إلى من يدقق أبحاثها في الجامعة، تعرفت عليها واتفقنا وبدأنا العمل معاً، ولا زلنا كذلك حتى اليوم

لكنني وقتها لم أكتفِ بالعمل معها، فهو قليل، ولدي مجال كبير للمزيد من العمل، فبحثت أكثر في المواقع الأجنبية، لمَ لا؟ أنا قدّها، وليس هناك ما يسمى بالمستحيل، وهم أناس مثلنا تماماً والدنيا ملك للجميع، وكما استطاع غيري أن يصل، يمكنني أنا أيضاً أن أفعل مثله، بل وأفضل منه، ما حدا أحسن من حدا! والكثير من العبارات التحفيزية الأخرى التي أقولها لنفسي طوال الوقت

 وبعدها بدأ كل شيء، كلما وجدت موقعا، بحثت عن آراء الآخرين حوله، ثم سجلت فيه حساباً، وملأتُ ملفي الشخصي بكل ما يمكنني فعله. بدأت في موقع أبوورك الذي كان اسمه أوديسك قبل سنة ونصف تقريباً، وحصلت على وظيفة في الترجمة، وكانت طويلة جداً وسعرها زهيدٌ جداً، لكنني أخذتها، أنا بحاجة إلى تقييم، أريد القيام بأي وظيفة تسمح لي الظروف بالحصول عليها وأريد أن أختبر نفسي أيضاً وأن أجرب فعلاً معنى العمل الحر، أنهيتها وحصلت على تقييم 5 نجوم، وبعدها وجدت العديد من المواقع، وسجلت فيها جميعاً، وقدمت على كل الوظائف المتعلقة بالترجمة والتدقيق، وكلما حصلت على وظيفة وأتممتها، حصلت على تقييم ومبلغ معين ثمناً لخدماتي

تعرفت بعدها على مهارات أخرى أملكها، وكنت كلما وجدت وظيفة قدمت طلباً وأرسلت عينات وأحياناً يتم قبولي، وأحياناً لا، لكن لا بأس، لن أحصل على كل الوظائف، وفي نفس الوقت “لن أعتمد على دجاجة واحدة”

 هذه عبارة أقولها دوماً لنفسي، وهي تعني أن كل موقع أو كل منفذٍ أجني منه مالاً يعتبر دجاجة تبيض ذهباً… القليل من الذهب… المهم أن لا أعتمد على موقع واحد حتى لا أشعر بالإحباط إن لم يتم قبولي في هذه الوظيفة أو تلك، أو إن لم أحصل على ما يكفي

ثم واجهت مشكلة عدم توفر حساب بايبال أو ما شابهه لسحب أموالي، حيث أن مكاسبك تتجمع في الموقع إلى حدٍ معين، ثم يتعيّن عليك سحبها، وهناك عدة طرق تتوفر في الموقع، وليست نفسها في كل المواقع، بعضها يعمل فقط مع بايبال، وبعضها فيه عدة خيارات منها السحب إلى حسابك البنكي، وهذا صعب عندنا هنا في فلسطين لأسباب كثيرة، فطلبت مساعدة من أقارب لي في الخارج، وتمكنت من تحويل أرباحي لهم، ليحولوها هم لي عن طريق ويسترن يونيون أو ما شابهه، وكنت شاكرة لهم جداً هذه الخدمة

ثم اكتشفت خلال بحثي اللامتناهي في الإنترنت، أن بإمكاني الحصول على حساب في البنك الإلكتروني “بايونير” (سأشرحه لاحقاً) وطلب بطاقة لأسحب أموالي عن طريقها من أي مكان في العالم، بكل سهولة “ودون أن أثقّل دمّي على أحد”، لكنني شاكرة لمن ساعدني كثيراً في البداية؛ ففي فترة معينة كدت أن أفقد الأمل وأن أتوقف عن البحث عن الوظائف وعن حلول مناسبة، فإن لم أتمكن من قبض أموالي، فما الفائدة؟

لا بد دوماً من وجود حلٍّ لأي عقبة تواجهينها، فلا تفقدي الأمل أبداً، واعتبريها أمراً مؤقتاً واستمري بالعمل والبحث عن الحلول

منذ بدأت بالحصول على الوظائف من هنا وهناك، ومن كمّ الوظائف المعروضة في كل المجالات، تأكدت بأن كل من يقول أنه لا وجود للوظائف وأن البطالة مشكلة ليس لها حل، لم يبحثوا أصلاً عن فرصة عمل، أو أنهم يبحثون في نفس المكان كل يوم، أو يبحثون بطريقة خاطئة. لا أخفي بأن الأمر لم يتم في يومٍ وليلة، قضيت شهوراً أبحث وأدرس هنا وهناك إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه الآن

…وحتى الآن، لازلت في البداية

 بدأت في بداية 2014، وأنا اليوم بعد أربعة أعوامٍ راضية عن الدخل الذي أحصل عليه شهرياً إلى حدٍّ ما، ولديّ العديد من العملاء المنتظمين، لكنني أطمح للمزيد بالتأكيد، وأنا الآن مدققة ومترجمة، ومحترفة تعليق صوتي، وأحياناً كاتبة، ولدي بضعة متاجر أعرض فيها منتجاتي، لأنني أيضا لدي هوايات يمكنني الاستفادة منها، وهي دجاجة أخرى أعتمد عليها بشكل كبير جداً

 فأنا لن أعيش سوى مرة واحدة في هذه الدنيا، ولن أترك أي فرصة متاحة تذهب بلا فائدة، فما فائدة الفرصة إن كنت سأظل جالسة في الزاوية أقنع نفسي بأنني لن أتمكن من عملها، وأنها للأشخاص الأقوى مني، وأنا مش قدّها، وربما لن أبرع فيها، أو ربما كانت لا تناسبني، أو أنني سأجدها صعبة، ربما لا أنتهي منها في الوقت المناسب، ربما لا أحصل على تقييم جيد، ربما لا أستطيع التعامل مع الزبائن، ماذا لو نصبوا علي؟!! ماذا لو لم يدفعوا؟

هذه كلها عبارات سلبية تضيّع الفرص وتضيّع الوقت الذي قضيته بتكرارها في ذهنك

في هذه المدونة سأشرح لك عن مواقع العمل الحر على الإنترنت على قدر استطاعتي، وكذلك عن كيفية عملها والاستفادة منها، وجميعها سهل الاستخدام بعد التعرف على أقسام الموقع ودراسته وكيفية بناء ملفك الشخصي والتقديم على الوظائف أو عرض الخدمات

يوجد اليوم آلاف الموظفين المستقلين العرب الذين يعملون عن بعد، كما ويوجد الكثير من المواقع العربية المخصصة للعمل الحر، ولازال المجال متاحاً لك، فأنت أيضاً تستحقين، هناك دوماً مكان للجميع

والحديث يطول، انتظريني في التدوينة القادمة، حول العمل الحر، فوائده وميزاته، وعن الموظفين المستقلين حول العالم، والمجالات التي يمكن أن تندرج تحت مسمى العمل الحر

وتذكري أن الدنيا ملكٌ للجميع، فسارعي في حجز مكانٍ لك معنا

تحية طيبة

…كانت معكِ

Categories Uncategorized

2 thoughts on “بدايتي مع العمل الحر

  1. It was really helpful. Thanks a lot for ur positive words

    Liked by 1 person

    1. You are Welcome! 🙂

      Liked by 1 person

Leave a comment